• «الطاقة الدولية» تطلق 60 مليون برميل من احتياطياتها والنفط يتهاوى

    24/06/2011

    في ظل حاجة السوق إلى 1.43 مليون برميل إضافية يوميا من «أوبك» في النصف الثاني«الطاقة الدولية» تطلق 60 مليون برميل من احتياطياتها .. والنفط يتهاوى



    عامل يغير الأسعار على لوحة في محطة للوقود في مدينة ليتل روك في ولاية أركنساس الأمريكية. وقررت إدارة أوباما أمس ضخ 30 مليون برميل من النفط من مخزونها الاستراتيجي.أ. ب
     
     

    سجلت أسعار النفط تراجعا حادا أمس منخفضة أكثر من ثمانية دولارات للبرميل في لندن ونحو ستة دولارات في نيويورك، بعد قرار وكالة الطاقة الدولية أمس أنها ستطلق 60 مليون برميل من احتياطياتها الاستراتيجية النفطية لدولها الأعضاء، بهدف خفض الأسعار ودعم الاقتصاد العالمي.
    وجاء هذا الإعلان بعدما فشلت منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' في الاتفاق على زيادة الإنتاج في اجتماع عقدته في الثامن من حزيران (يونيو)، ورغم تأكيدات من السعودية أكبر منتج في ''أوبك'' أنها ستزيد إمدادات المعروض بشكل منفرد.
    وقالت وكالة الطاقة - التي تضم 28 دولة صناعة مستهلكة للنفط - إنها ستطلق مليوني برميل يوميا على مدى 30 يوما في السوق العالمية للتعويض عن النقص الذي خلفه انقطاع الإمدادات الليبية.
    ومن المقرر أن تصل البراميل الأولى المسحوبة من الاحتياطات الاستراتيجية إلى الأسواق ابتداء من الأسبوع المقبل.
    وكانت ليبيا العضو في ''أوبك'' تصدر نحو 1.2 مليون برميل يوميا قبل الانتفاضة التي أصابت صناعة النفط بالشلل.
    وقالت ''انقطاع الإمدادات مستمر منذ فترة وأصبح أثره أكثر وضوحا مع استمراره''، مضيفة أن التوقعات تفيد بأن الإنتاج الليبي سيظل خارج السوق فيما تبقى من عام 2011.
    وتابعت الوكالة ''زيادة شح المعروض في سوق النفط قد تقوض الانتعاش الاقتصادي العالمي الهش''.
     
     
     

    سجلت أسعار النفط تراجعا حادا أمس بعد إقرار خطة دولية لمستهلكي الخام لإطلاق كميات من مخزونات الطوارئ لإمداد السوق العالمية، ويبدو أحد حقول النفط البحرية.
     
     
    وتعد هذه الخطوة الثالثة التي تقرر فيها وكالة الطاقة إطلاق كميات من احتياطياتها الاستراتيجية منذ نشأتها في عام 1974 بعد الحظر العربي للنفط.
    وفور صدور هذا الإعلان، تسارع تدهور أسعار النفط التي كان تراجعها قويا متأثرا بإمكانية وصول كمية كبيرة من النفط إلى السوق.
    حيث واصلت أسعار العقود الآجلة لمزيج نفط خام برنت والخام الأمريكي الخفيف خسائرها أمس وسط تعاملات متقلبة. وانخفضت عقود مزيج برنت لتسليم آب (أغسطس) 7.84 دولار إلى 106.37 دولار للبرميل. وفي بورصة نيويورك التجارية، انخفض الخام الأمريكي الخفيف لتسليم آب (أغسطس) 5.22 دولار إلى 90.19 دولار للبرميل.
    وفي السياق ذاته، أعلن البيت الأبيض أمس أن الولايات المتحدة ستطلق كميات من احتياطياتها النفطية الضخمة في إطار جهود عالمية لتعزيز الإمدادات المتناقصة.
    وستطلق وزارة الطاقة 30 مليون برميل من احتياطيات الطوارئ التي يبلغ حجمها 727 مليون برميل، أي نحو نصف الكمية التي سيتم إطلاقها على مستوى العالم التي تبلغ 60 مليون برميل.
    وتعادل الكميات التي ستطلقها الولايات المتحدة إجمالي ما تستهلكه من النفط في يوم ونصف تقريبا. وعادة ما يستغرق وصول الكميات المسحوبة إلى السوق نحو 13 يوما من صدور القرار.
    أمام ذلك، أفاد استطلاع عالمي أجرته رويترز بأن نمو الطلب على النفط في الصين والشرق الأوسط في النصف الثاني من 2011 يتطلب أن تزيد منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' إنتاجها بواقع 1.43 مليون برميل يوميا لموازنة السوق.
    وذكر التقرير الشهري لـ ''أوبك'' الذي نشر في أوائل حزيران (يونيو) أن الطلب العالمي على نفط المنظمة سيبلغ 30.7 مليون برميل يوميا في النصف الثاني، وهو ما يزيد كثيرا عن مستوى إنتاج المنظمة في أيار (مايو) البالغ 28.97 مليون برميل يوميا.
    لكن الاجتماع الذي عقدته ''أوبك'' في حزيران (يونيو) فشل في التوصل إلى اتفاق على زيادة حصص الإنتاج الرسمية لتوفير هذه الكمية الإضافية التي تبلغ 1.73 مليون برميل يوميا.
    وقال جوردون كوان رئيس بحوث الطاقة الإقليمية لدى ''ميراي اسيت سيكيوريتيز'' في آسيا ''لا يزال هناك نمو كبير في الطلب في الصين رغم تشديد السياسة النقدية في البلاد.
    وتابع ''الطلب ينمو أيضا في الشرق الأوسط لذلك إذا لم ينتجوا المزيد فإن صادراتهم ستقل''.
    وذكرت تقارير أن السعودية سترفع إنتاجها إلى عشرة ملايين برميل يوميا في تموز (يوليو) لكن العديد من المحللين يتوقعون أن يروا سحبا من المخزونات التجارية في النصف الثاني لسد الفجوة في الطلب.
    وقال روي جوردان المحلل لدى فاكتس جلوبال إنرجي ''سيكون الأمر مزيجا بين زيادة إنتاج أوبك والسحب من المخزونات، هذه هي التركيبة المرجحة''. وعبر ديفيد ويتش رئيس البحوث في جيه. بي. سي إنرجي في فيينا أيضا عن شكوكه في أن يرفع أعضاء ''أوبك'' إنتاجهم إلى مستوى يكفي لموازنة السوق. وقال ''من المرجح أن نرى سحبا ملحوظا من المخزونات في النصف الثاني''.
    ويتوقع بنك جولدمان ساكس أن يكون متوسط السحب من المخزونات في النصف الثاني 0.8 مليون برميل يوميا. وقال ديفيد جريلي رئيس بحوث الطاقة في جولدمان ساكس ''زيادة إنتاج السعودية يمكن أن تؤثر بالتأكيد في حجم السحب من المخزونات في النصف الثاني من العام الجاري''.
    وتابع ''لكن المهم حقا هو ما سيحدث مع حلول 2012 حيث نتوقع مزيدا من النقص في السوق، لا نعتقد أن أوبك ستكون قادرة على مواصلة رفع الإنتاج لتلبية الطلب المتنامي على النفط في مواجهة نمو ضعيف خارج المنظمة ونتوقع أن نرى طاقة الإنتاج الفائضة في أوبك تتناقص إلى أن تستنفد فعليا''.
    وكانت هناك ردود متفاوتة من 14 محللا شاركوا في استطلاع رويترز العالمي حيث كانت أقل زيادة متوقعة مليون برميل يوميا، والأعلى 3.2 مليون. وجاء أعلى توقع من ''باركليز كابيتال'' التي اعتبرت أن 28.9 مليون برميل يوميا هو الحد الأدنى للإنتاج في الربع الثاني، وأن 32.1 مليون برميل يوميا هو المطلوب من ''أوبك'' في الربع الثالث.
    ويرجع التفاوت في التوقعات أيضا إلى أن بعض المحللين متشككون في أرقام الإنتاج الرسمي لـ ''أوبك'' في أيار (مايو) وهي 28.97 مليون برميل يوميا.
    واعتمد عشرة محللين على أرقام ''أوبك'' لتحديد توقعاتهم ليصل متوسط الزيادة المطلوبة لموازنة السوق في النصف الثاني إلى 1.40 مليون برميل يوميا أو 1.43 مليون برميل يوميا إذا استخدمت توقعات ''أوبك'' في الحسابات. واعتمد ثلاثة محللين على تقديراتهم الخاصة لإنتاج أوبك التي تراوحت بين 28.56 مليون برميل يوميا و29.16 مليون. وعلى هذا الأساس توقع المحللون أن تكون الزيادة المطلوبة لموازنة السوق في النصف الثاني ما بين 1.54 مليون برميل يوميا و1.8 مليون أي بمتوسط 1.66 مليون.
    واقتربت توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية من هذا الرقم بعدما قامت بمراجعة لنمو الطلب ليصل إلى 1.7 مليون برميل يوميا. ويرى أوليفييه جاكوب من بتروماتريكس أن توقعات وكالة الطاقة الدولية للطلب على نفط ''أوبك'' أقرب إلى 30.7 مليون برميل يوميا في الربع الثالث، و30.1 مليون في الربع الرابع.
    وقال جاكوب في مذكرة ''إذا ضخت السعودية عشرة ملايين برميل يوميا فإن إنتاج أوبك سيصل إلى 30.5 مليون برميل يوميا ولن يتغير المستوى العام للمخزونات تغيرا ملموسا في النصف الثاني من العام''.
    وقد أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أن إنتاج المنظمة من النفط الخام في أيار (مايو) ارتفع بواقع 210 آلاف برميل يوميا إلى 29.18 مليون برميل يوميا، لكن هذا أقل بنحو 1.25 مليون برميل يوميا عن مستوى الإنتاج قبل اندلاع الحرب في ليبيا.
    وإذا كان توقع وكالة الطاقة لمتوسط الطلب على نفط ''أوبك'' في النصف الثاني 30.4 مليون برميل يوميا فان موازنة السوق ستتطلب 1.22 مليون برميل يوميا إضافية.
    وقال نوبو تاناكا رئيس وكالة الطاقة، إن الوكالة ستعمل ''دون تردد'' على إطلاق كميات من الاحتياطيات الاستراتيجية إذا لم ترفع السعودية الإنتاج بنسبة كافية.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية